مكتب العلاقات في مسد يعقد ندوة في حلب ناقش فيها التقارب السوري التركي
عقد مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية ندوة حوارية تحت عنوان "ملف التقارب بين الحكومة السورية وتركيا"، في قاعة الاجتماعات للمجلس في القسم الشرقي لحي الشيخ مقصود في حلب.
عقد مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية ندوة حوارية تحت عنوان "ملف التقارب بين الحكومة السورية وتركيا"، في قاعة الاجتماعات للمجلس في القسم الشرقي لحي الشيخ مقصود في حلب.
شاركت المؤسسات المدنية والأحزاب السياسية وشخصيات مستقلة في الندوة.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء، قرأ بعده عضو مكتب العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية، أحمد اللبّان، المحور الأول من الندوة، وأوضح فيه السبب الرئيس لتقارب دولة الاحتلال التركي مع حكومة دمشق.
أشار اللبان إلى "أن ما فرضته المصالح والاتفاقات في قمتي سوتشي وطهران بين الأطراف الفاعلة على الساحة السورية أفرز ضرورة إيجاد صيغة توافقية مختصرة في البنية وغائية في الجوهر بين الأطراف المتحكمة في خيوط الأزمة".
ونوّه إلى "أن الإجماع والتوافق بين الجانبين، الروسي والإيراني، على لجم أي عملية اجتياح عسكرية تركية في المنطقة مبدئياً، وحتى وإن كان هذا الأمر يصب في مصلحة المشروع الديمقراطي المتمثل في الإدارة الذاتية، إلا أنه يصب أيضاً في مصلحة الجانب الإيراني".
أضاف اللبان "في حين يصب أيضاً في مصلحة حكومة دمشق، وفق إمكانية اقتراب مرتزقة تركيا من مناطق نفوذها الداخلية مثل حلب وريفها، لكن ما ضمِنه الحلفاء لبعضهم من أجل تلاقي مصالحهم كان على حساب طرف آخر يملك الحل الكامل للأزمة فيما لو طُبّق فكرياً وجغرافياً".
مؤكداً أن منجزات الإدارة الذاتية خلقت مخاوف لدى كافة الأطراف "إن ما شكّله مشروع الإدارة الذاتية في الشمال والشرق السوري فكراً ومنهجاً وتنظيماً كان له الأثر البالغ في توطيد ودمقرطة المجتمع السوري في تلك المناطق وانفتاحه على مفاهيم التعددية والمشاركة وعدم الإقصاء للآخر، الأمر الذي شكل نواة هاجس لجميع الأطراف الأخرى".
وبيّن اللبان "أن تنامي مشروع الإدارة الذاتية وما له من أثر جذري في حل الأزمة السورية وتدعيم البنية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع، جعل الأطراف الفاعلة تتكاتف لتحجيمه؛ لما له من أثر على طموحاتهم ومشاريعهم وفق توازن القوى، وهو ما أدى إلى إحداث هيكلية التقارب بموافقة الأطراف بين حكومتي دمشق وأنقرة".
التقارب لعبة خبيثة
كشف اللبان سر وأهداف تقارب حكومة دمشق مع دولة الاحتلال التركي، وقال "غاية ملف التقارب المطروح هو إنهاء المشروع الديمقراطي في المنطقة في صفقة تبادلية دولية تكون الإدارة الذاتية والشعب السوري فيها الضحية الكبرى في حين يكون الرابحون هم السبب في الأزمة وتفاقمها".
مشدداً "نجتمع في هذه الندوة الحوارية اليوم؛ لمناقشة نقاط محورية في هذا الملف، والتي من شأنها توضيح ورسم الخطوط العريضة للمرحلة القادمة، وما يترتب عليها من تداعيات تمس وجود المشروع الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية ومصير الشعب السوري، والسبل والاحتمالات المتاحة سياسياً وعسكرياً لتجنيبه أي خطر، والانعكاسات الاجتماعية على واقعه الديمقراطي".
الخطة الروسية
ثم فتح باب النقاش أمام الحاضرين لإبداء آرائهم حول موضوع تقارب دولة الاحتلال التركي مع حكومة دمشق، ومدى جدية هذا التقارب وأسبابه وتداعياته في مختلف العد على مشروع الإدارة الذاتية.
أما الشخصية المستقلة، عبد العزيز حمدوش، أحد المشاركين في الندوة، أشار إلى أنه "في بداية عام 2016 تم تسريب مشروع دستور سوري عُرِف باسم سيرغي لافروف ويتضمن إعطاء الكرد حقوقهم".
وأضاف "بتاريخ 15 شباط، دخلت وحدات حماية الشعب إلى بلدة تل رفعت بغطاء جوي روسي، قدمت دولة الاحتلال التركي مقابلها، دعماً للمعارضة التي عُرِفت حينها باسم "الجيش الحر"، وبهذه الطريقة استدرجت روسيا الدولة التركية إلى ملعبها".
منوّهاً إلى أن روسيا حاولت إرسال رسالة لتركيا، عبر دعمها لوحدات حماية الشعب، مضمونها "أنا أُقدّم غطاء جوياً للكرد وعندي مشروع دستور وليّ الأحقية بوجودي في سوريا، وبهذا تراجع أردوغان عن نواياه باحتلال بعض المناطق السورية".
تركيا أيضاً رسمت خطتها
أوضح حمدوش أنه عام 2016، تم تحرير منبج من مرتزقة داعش، حيث فروا إلى مدينة جرابلس، وهذا ما كانت تخطط له دولة الاحتلال التركي في البداية، وقال "دخلت تركيا جرابلس واحتلتها دون معركة، كونها المعبر الأكثر أهمية لإدخال الدواعش من الأراضي التركية إلى سوريا".
وأضاف: "المسار بدأ من 2016، وعلى أساس هذا المسار، وضِع أستانا نهاية 2017، ومن ثم احتلت تركيا مدينة الباب. إذاً فاحتلال الباب وجرابلس أدى إلى قطع عفرين عن كوباني، وهذا ما سهّل احتلالها عام 2018".
تطرق حمدوش إلى دور ما جرى في دمشق جراء هذه الاحتلالات وقال: "تم نقد المسلحين فقط، دون القيام بأي فعل آخر من حكومة دمشق، كونها إذا هددت لا تهدد إلا من داخل العاصمة، وبالتالي فخطة روسيا بضرب الخصم بالخصم قد نجحت، الخصم السياسي المتمثل بالإدارة الذاتية والخصم العسكري المتمثل بالمقاتلين والمقاتلات".
كل الاتفاقات تستهدف مشروع الإدارة الذاتية
في نهاية حديثه، أكد حمدوش على وجود خطة مؤكدة وواضحة في اتفاق طهران وقال "في قمة طهران، كان هناك اتفاق واضح ضد الإدارة الذاتية، روسيا تسعى إلى حجب كافة القوى الموجودة على الأرض السورية، ومنها القوات الأميركية كما أنها تتغاضى عن القصف الإسرائيلي للمواقع العسكرية الإيرانية الموجودة في سوريا".
أما الإداري في المجلس العام لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية، مرعي الشبلي، فهنأ في بداية حديثه، الذكرى الرابعة لتأسيس الإدارة الذاتية، وقال: "هذا اليوم هو تاريخ مفصلي لشعب سوريا، فالإدارة الذاتية أثبتت خلال منجزاتها أنها الحل الأمثل للأزمة والثورة السورية".
أشار مرعي إلى أهداف ومساعي التقارب بين حكومة دمشق ودولة الاحتلال التركي وقال: "لم تستطع حكومة دمشق حلّ الأزمة السورية الممتدة لعقد كامل، ولم تتصدَّ للدولة التركية، لذا اتفقتا معاً لإفشال مشروع الإدارة الذاتية الذي هو مفتاح إنهاء الأزمة".
الشعب السوري هو الضحية
أكد مرعي أن هذا التقارب سيؤدي إلى كوارث ونتائج وخيمة، وسيكون الشعب السوري المتضرر والضحية، وقال: "سينشط تنظيم القاعدة "داعش"، خلال التقارب التركي مع حكومة دمشق، وهذا ما يريدانه بالفعل".
دعا مرعي الشبلي في نهاية حديثه، إلى الحوار وقال "الحوار فقط يمكن أن يحدد مصير الشعب السوري، والإدارة الذاتية يجب أن تكون على رأس الحوارات؛ كونها صاحبة الفكرة المهمة، وهي التي ستُنقذ الشعب السوري من الهلاك".